قوله تعالى: {ما أصاب من مصيبة في الأرض} يعني: قحط المطر، وقلة النبات، ونقص الثمار {ولا في أنفسكم} من الأمراض، وفقد الأولاد {إلا في كتاب} وهو اللوح المحفوظ {من قبل أن نبرأها} أن نخلقها، يعني: الأنفس {إن ذلك على الله يسير} أي: إثبات ذلك على كثرته هيِّن على الله عز وجل {لكيلا تأسَوا} أي: تحزنوا {على ما فاتكم} من الدنيا {ولا تفرحوا بما آتاكم} وقرأ أبو عمرو الا اختيار اليزيدي بالقصر على معنى: جاءكم من الدنيا. وقرأ الباقون بالمدّ على معنى: أعطاكم الله منها. وأعلم أنه من علم أن ما قضي لا بدَّ أن يصيبه قلَّ حُزنه وفرحه. وقد روى قتيبة بن سعيد قال: دخلت بعض أحياء العرب، فإذا بفضاء من الأرض فيه من الإبل ما لا يحصى عدده كلُّها قد مات، فسألت عجوزاً: لمن كانت هذه الإبل؟ فأشارت إلى شيخ على تلٍّ يغزل الصوف فقلت له: يا شيخ ألك كانت هذه الإبل؟ قال: كانت باسمي، قلت: فما أصابها؟ قال: ارتجعها الذي أعطاها، قلت: فهل قلت في ذلك شيئاً؟ قال نعم، قلت:لا والَّذي أَنَا عَبْدٌ في عِبَادَتِهِ *** والمَرْءُ في الدَّهْر نصْبَ الرُّزْءِ والحَزَنَما سَرَّني أَنَّ إبْلي في مَبَارِكِها *** وما جرى في قَضَا رَبِّ الوَرَى يَكُنِوما بعد هذا قد ذكرناه في سورة [النساء: 37] والذي قيل في البخل هناك هو الذي قيل هاهنا إلى قوله: {ومن يتول} أي: عن الإيمان {فإن الله هو الغني} عن عباده {الحميد} إلى أوليائه. وقد سبق معنى الاسمين في [البقرة: 267] وقرأ نافع وابن عامر: {فإن الله الغني الحميد} ليس فيها {هو} وكذلك هو في مصاحف أهل المدينة، والشام.